ردة فعل مجموعة من الناشطين السياسيين والمحامين والقانونيين والصحفيين الإیرانیین علی تهدیدات الحکومة الأمریکیة
في بيان موجه إلى الأمين العام للأمم المتحدة ردت مجموعة من الناشطين السياسيين والمحامين والقانونيين والصحفيين على تهديدات الحكومة الأميركية.
سعادة الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيريش
مع وافر التحية والتقدير
هذا البيان تم صياغته من قبل مئات من أساتذة الجامعات والمحامين والمدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين والناشطين السياسيين المستقلين، بما في ذلك عدد من منتقدي سياسات الحكومة، والذين تعرض بعضهم للسجن أو الحرمان المتنوع. إن هذه الرسالة موجهة إلى الأمين العام، والجمعية العامة، والمفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة أولاً ، ثم المسؤولین الحكوميین الأميركيین، والشعب الأميركي، والرأي العام العالمي.
1- تجربة إيران التاريخية في مواجهة الحرب
لدينا تجربة ثماني سنوات من الحرب ضد نظام صدام حسين، الذي حظي بدعم كل القوى العالمية حتى عندما لجأ إلى الهجمات الكيميائية ولا يزال العديد من الأشخاص يعانون من آثار تلك الهجمات الكيميائية التي وفرتها الحكومة الألمانية. ولم تكن هذه الحرب ضد نظام صدام فحسب، بل كان النظام قوة بالوكالة للقوى الشرقية والغربية وكان يتلقى الأسلحة والدعم السياسي.
لقد شهدنا صعوبات الحرب ولا نرغب في خوض حرب أخرى. لم تبدأ إيران أي حروب في القرن الماضي، لكن التجارب الماضية أثبتت أنها إذا تعرضت لعدوان أجنبي فإنها ستقف موحدة بكل قوتها ضده.
2- القضية النووية والاتفاق النووي
إن السياسات المزدوجة التي ينتهجها الغرب، والتي تصور البرنامج النووي السلمي الإيراني باعتباره تهديداً ــ على الرغم من خضوعه لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية ــ ولكنها تلتزم الصمت إزاء الترسانة النووية الإسرائيلية، التي ليست عضواً في معاهدة حظر الانتشار النووي ولا تخضع لأي إشراف دولي، لم تضع ضغوطاً غير عادلة على إيران فحسب، بل إنها أدت أيضاً إلى تأجيج التطرف. وفي هذا الصدد، وبعد سنوات من المفاوضات الصعبة والمكثفة مع مجموعة 5+1، توصلت إيران إلى اتفاق مع الولايات المتحدة وأوروبا أطلق عليه "خطة العمل الشاملة المشتركة". ورغم التزام إيران ببنود هذا الاتفاق، إلا أن إدارة ترامب انسحبت منه بشكل أحادي دون تقديم أي مبرر. علاوة على ذلك، فرضت الولايات المتحدة أشد العقوبات على الشعب الإيراني؛ العقوبات التي أدت إلى حرمان البلاد من مجالات الطب والمواد الحيوية والموارد الصناعية.
3- موقف النقاد المحليين من الديمقراطية والتدخل الأجنبي
وعلى الرغم من انتقاداتنا للحكومة وسياساتها، فإننا نعتقد أن استقلال إيران وأمنها وديمقراطيتها يجب أن يصاغها الشعب نفسه، دون تدخل أجنبي. لا يمكن تحقيق الديمقراطية من خلال تدخل القوى الأجنبية، وخاصة تلك التي تظهر علانية ميولها الاستبدادية وتدعم النظام الإسرائيلي الإجرامي، وترسل له أسلحة متطورة ودعماً مالياً وسياسياً، في حين أن جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل أدينت من قبل جميع مؤسسات حقوق الإنسان الدولية، وهي قيد التحقيق في المحكمة الجنائية الدولية، وقابلتها احتجاجات شعبية وطلابية واسعة النطاق في الولايات المتحدة وأوروبا. إن الشعب الإيراني بتاريخها القديم، الذي يفوق في عمره معظم بلدان العالم المعاصرة بكثير ـ والذي يسميه هيجل أصل التاريخ العالمي، وتحدث كانط ونيتشه وكثيرون غيرهما من المفكرين العظماء عن مجدها ـ لا تحتاج إلى تعاطف مثل هذه القوى.
4- الاهتمام بالسلام العالمي
نحن لا نشعر بالقلق بشأن إيران فقط، بل نشعر بالقلق بشأن السلام العالمي؛ على مدى الأشهر الخمسة عشر الماضية، انتهك النظام الإسرائيلي بشكل صارخ جميع معايير حقوق الإنسان وقواعد القانون الإنساني الدولي وقيم السلام والديمقراطية والإنسانية ومصداقية المؤسسات الدولية، واستمر في انتهاك حقوق الإنسان بدعم من الولايات المتحدة وبعض الحكومات الأوروبية. نحن الآن نواجه شخصاً على رأس الحكومة الأميركية، يريد حل القضايا الدولية بالقوة والقنابل والحرب خلافاً لادعاءاته بالسلام خلال الحملة الانتخابية. كما أن سلوكه تجاه جرينلاند وكندا وأوروبا وأوكرانيا وغزة يظهر أيضاً أنه يستخدم لغة القوة بدلاً من الدبلوماسية واللغة القانونية وقال عدة مرات أن إيران إما أن تتفاوض أو تتعرض للقصف؛ إن هذه التصريحات تعتبر انتهاكاً واضحاً لميثاق الأمم المتحدة وتهديداً للسلام العالمي.
5- إعلان موقف
نحن الموقعون على هذا البيان سندافع عن بلدنا بكل قوتنا في حال تعرض إيران لأي هجوم، دفاعاً عن الإنسانية، ودفاعاً عن السلام العالمي، بغض النظر عن الاختلاف في وجهات نظرنا مع الحكومة، وندعو العالم أجمع للوقوف في وجه جرائم الحكومة الإسرائيلية وتهديدات الحرب التي تطلقها الحكومة الأميركية الجديدة. إن العدوان على إيران وأي عمل ضد القدرات الدفاعية لبلادنا لم يعد عملاً ضد الحكومة بل عملاً ضد الشعب الإيراني وسيدفع المنطقة إلى فوضى عارمة ويضر بالعالم.
مجموعة من الناشطين السياسيين والمحامين والقانونيين والصحفيين الإیرانیین
الآراء